أراها قد إزدادت غبطة اليوم، أول أيام عيد الفطر، ولا أزال أذكر ابتسامتها تلك، التي فجأة باتت تتلاشى شيئا فشيئا مع قدوم تلك الفتاة، وقد بدا لها أنها كانت تنزف بشدة وقد إشتد عمق جرحها للفتاة عندما علمت تلك الممرضة الجديدة أنها قد صادقت الوحدة فقط في ديارها، حتى شرعت الممرضة بتعقيم الجرح أولا، وكانت خلال عملها هذا تبرق عيناها من العبرات حينما سمعت كلمات الفتاه بتأثيرها على الأخريات، وبعدما انتهت من سماع قصتها كاملة قامت بوضع برنامجا للشفاء، وكانت الهدية التي منحتها إياها، هو وعدها بملازمتها، والتحدث إليها من حين لآخر، حتى وإن زادت المسافات بعدا بينهما.

وفعلاً، وفي بادئ الأمر لقد قامت هذهِ الفتاة بتطبيق البرنامج، رغم كل الصعوبات التي واجهتها بالجوار، وبدأت حالتها تتحسن، وكانت تسعدُ الممرضة لحصول ذلك كثيرا، حتى أنها قد تلقت منها إتصالا، تخبرها أنها قد تزيد من نجاعة علاجها بإتخاذها تغيير عاداتها، وكل شيء قد يخصها للأفضل، " حقا يا لها من كلمات أجمل حينما تلتمسّ بالواقع " ، وبعد فترة وحينما كانت الممرضة تراقب الفتاة كما قد وعدتها ، أحست أنها ليست بخير، فأسرعت لمحادثتها في تلك اللحظات، وأدركت أنها لربما قد تراجعت قليلا أو أكثر بالإلتزام بتنفيذ البرنامج المتفق عليه، فحذرتها لأنها لا تريد أن تخسرها، ليست هذه الفتاة، لانه سبق لها أن شعرت بذلك الطعم المرّ !! ، وكانت الأيام تمرّ، والممرضة إنشغلت بواجباتها، وقد تبين لها أنها قد غفلت قليلا عن أمر تلك الفتاة، رغم وجود ذكراها الدائم في القلب.

وفي تلك الليلة الظلماء، ورد الطبيبة إتصال في وقت متأخر فأجابت، وإذا بالفتاة تقول لها: " لقد مللتُ عيش هذهِ الحياة "، وأن هنالك صوت يخبرها بأنه آن أوان الرحيل من هذه الدنيا، ولكن كان أيضا صوت آخر يذكره وإياها، بأن لها ربّا سيحاسبها إن أجابت لنداء الصوت الأول، وقد شعرت الطبيبة ببضع أحزان تغمرها، حتى باشرت تخبرها بتجاربها الخاصة، لتشفي مرضها الخطير هذا!! ، رغم مواجهتها الصدمة في نفس الوقت، وحينما إنتهت من ذلك الإتصال المخيف، هرعت لإستشارة ذاك الطبيب لتسأله إذا كانت قد نجحت في ذلك الموقف الصعب بالكلمات التي أوصلتها لذهن الفتاة، وهي في تلك الحالة الحرجة، آملة شفائها العاجل.

ومرّت الأيام، وقد تحادثتا قبل فتره قصيرة، حتى أخبرتها الفتاة بحصول خطوة جديدة في حياتها، علّها تكون جزءا من الشفاء، لا تزيدها ألما، وأنها تواظب على تطبيق البرنامج، وقد أخبرتها بخطوات قد تقوم بها في أوقات لاحقة إن شاء الله، وها هي الطبيبة تأمل أن تكون كلماتها صادقة، لا مجرد وعود عرقوبية.

رمضان ..


شهر تزداد فيه الأفلام والمسلسلات
أو
شهر يتلألأ بالذكر والطاعات...

شهر الصيام عن الشراب والطعام
أو
شهر تكثر فيه تلاوة القرآن والقيام...

شهر إرتقاب الدقائق والثواني
أو
شهر تحقيق المسلم لبعض الأماني
كالتقرب للمنان والفوز بدخول باب الريان...

شهر تتنوع فيه الوجبات والحلويات
أو
شهر صلاة، صيام، زكاة، وغيرها من العبادات...

ربما هو بداية جديدة لحياة أفضل
أو قد ينتهي بزواله حلم أجمل...

قد إقترب رمضان يا ناس
لمّ لا تغتنموا رحيل كل وسواس
لتكسبوا رضى ربّ الناس
أهناك ما هو أغنى من إلتماس
الرحمة، المغفرة، والعفو بكل إخلاص...

أنت تقرر كيف لهذا الشهر أن يكون
لعله الأخير الذي قد تشهده لك العيون
وأعلم أن كل شيء عدا الدين قد يهون
في دنيا إمتلأت بالفتن والمجون

أتقدم بأحر التهاني وأبارك لكم جميعا أخوتي وأخواتي في الله بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك، ونسأله أن يتقبل منّا سائر الطاعات، وأعادَهُ اللهُ علينا باليمن والبركات.