،وذهبتُ لأزور عروستنا قبل ليلة من "سهرتها" حتى أخبرتها في حديثنا أنني ما عدت أستمع إلى الاناشيد المصحوبة بالمعازف والإيقاع، لألمح لها بأني ربما سأكون في بداية سهرتها فقط، وإذا بها تقول: ( أنا كنت هيك يومتا كنت لابسة جلباب، وما أروح على الأعراس، بس أسه "تحررت". أذكر في تلك اللحظة أنني تمنيت لو لم أسمع هذهِ الكلمة حتى!، فزادت قائلة: (صح الجلباب ببعد عنك حكي الشباب، بس أسه (تنورة+ بلوزة) بتزبط اكثر، ومرتبة أكثر، وتقول حينما سألتها عن رأيها في خماري، (تفكريش ان الخمار فرض، وانك بتوخذي اجر أكثر، عادي مثل الشال، ولا بفرق بشيء ولونه أبيض شفاف!)، حقاً إعترتني الدهشة القوية حينها، فهذهِ التي تتكلم كانت سابقاً من إرتدت الجلباب ولكن شعرت بكلامها هذا، أنها لم تفهم معنى إرتدائه وسأعترف لكم بأنه كان لصديقاتها وقريباتها تأثيرا أكبر عليها للأسف، فقلت لها مع تبريها بأنها عروس ليوم واحد وغيرها من الحجج الواهية: ( ما بحب هذهِ الأشياء كلها، والحمد لله سأثبت على ما انا عليه) حتى انها فهمت لوحدها بأني لم أرتح في جلستنا التي حضرتها الأخوات الأخريات لقدوم أخيها ومبادرته في تشغيل الأغاني، وهممت بالرحيل.

جااء اليوم، "سهرة العروس"، ولأنني أريد أن أراها قبل تشغيل "الإستيريو الديني" ذهبت قبل كثيرين، وإذا بصاحبة الإستيريو هذا قد بدأت بتشغيله قبل قدوم العروس حتى!، فتضايقت نفسي أكثر، ماذا أفعل؟! ومفاتيح البيت لكي أعود إليه مع امي التي لم تصل( حجج ضعيفة أيضا!) وجاءت العروس أخيراً وصديقاتها، والكل يبرق سوى الكبيرات وإياي، فشرعت بمساعدتها، فوضعت صاحبة الإستيريو القرآن حتى سمعت أحدهم يقول: (الله يرحمه)، وقرأت الدعاء لتبدأ السهرة، 1*الرقص، ولا يزال ينسب لحفلة دينية،  ثم 2*يدخل إخوة العروس ليرقصوا ليس فقط معها، ويخرجون بعد فترة من الزمن، 3*أولاد يتواجدون في المكان، يركضون ويلعبون، كل هذا في مكان السهرة، وبعد فترة أطول4* يأتي العريس، وربما لعذر أقبح، يدخل أخيه معه، فهو الخجول هنا!! ويتراقصون كلهم على 5*إيقاع الأغنية المعدلة (الأنشودة)، وباءت جميع محاولاتي في العودة للبيت بالفشل، فقمت بتوزبع " التضييفات" على الإشتراك بالسهرة، وذكر لي أحدهم بأن الخمار من منعني من ذلك، فتبسمت!.

ربما يتعجب البعض منكم لمّ وضعت الأرقام هذهِ، فأجيبكم قائلة أن هذا ما يحصل في الحفلة الدينية، ولا أعلم كيف إستطاعوا نسب هذهِ الكلمة إلى تلك، فوالذي نفسي بيده لم أجد أي قرابة بينهما، فديننا الإسلامي ألزمنا بالحياء الصادق، وعدم الإختلاط حيث قال الله تعالى:{وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ}، وقال: {يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض، وقلن قولاً معروفاً، ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى، وأقمن الصلاة، وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت، ويطهركم تطهيراً}

فإتقوا الله جميعا في أقوالكم وأعمالكم، واعلموا أنكم ستقفون امام الله عزّ وجل لتحاسبوا على كل شيء، فارحلوا عن مفاتن هذه الدنيا لتفلحوا في الآخرة الباقية، ونسألُ اللهَ تعالى أنْ يسترنا وإياكم، اللهم آمين يا ربّ العالمين.


عذرا، أقول لكِ يا عروس، باركَ اللهُ لكما، وباركَ عليكما وجمعَ بينكما على خير. ( أنتِ هي العروس بحق)