بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا محمد، خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد،

أتقدم بأحر التهاني وأبارك لكم جميعا إخوتي وأخواتي في الله بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك، ونسأل الله العظيم أن يتقبل منّا سائر الطاعات، اللهم آمين.

كنتُ في البداية في حيرة من أمري،!! فما عساي أهديكم غير الشعر والنثر، لذا وبعد التفكير، قررت أن أهديكم وصفات رمضانية، إقتراحات، برنامج عمل لهذا الشهر الكريم، الغزير بفضله، ومع ذلك يبقى لكل منّا برنامجه الخاص، ولكن أرجو حقاً أن يمس واقعنا ، ويااأسفااه من أضاع شهر رمضان بغير ذلك،
وهذهِ هي الوصفة التي أحضرتها لكم من صفحة رائعة أتابعها في الفيس بوك بإسم (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، فجزاهم الله عنا كل الخير، ووفقنا وإياهم في الدنيا والآخرة، اللهم آمين


* ( ما قبل رمضان ) التحضير لبرنامج " إفطار صائم " كتغليف حبيبات من التمر في كيس صغير وتوزيعها في رمضان على المحتاجين .
* تجميع بعض الأموال لخدمة المصلين لشراء بعض الفطور في رمضان وخاصة عند صلاة المغرب .
* تجميع بعض المال لشراء " كساء العيد " للأيتام والفقراء والمساكين .
* الإستعداد لإقامة مشروع ( الروضة الرمضانية ) وهي حلقة لقراءة القرآن الكريم وشرح علومه ، وتكون هذه الحلقة في المسجد أو في البيت بين العائلة الواحدة .
* تخصيص وقت لقراءة جزء أو جزئين من القرآن الكريم يومياً حتى تستطيع أن تختم القرآن في شهر رمضان بقراءة متأنية وجادة ومن أعماق القلب ، لتكون لك ذكرى محبة بينك وبين ربك .
* تخصيص وقت لحفظ كتاب الله خلال هذا الشهر ، ولو لجزء من القرآن .
* تخصيص وقت لخدمة الصائمين ، وذلك من خلال جمع وجبات الإفطار لتوزيعها قبل المغرب .
* تخصيص جزء من راتبك أو مالك لتوزيعه على المحتاجين ، وبهذا تكون قد طهرت مالك وباركته .
* الإستعداد لإقامة المسابقات الثقافية والإسلامية وبعض الأمسيات التعليمية .
* الابتعاد عن مواطن الفساد ، وعدم الإفراط في اللعب ، ومشاهدة المسلسلات.



وكل عام والأمة الإسلامية كلها بخير... .
وأعود في شريط ذكرياتي، وبينما كنتُ أقرأ مادة أتعلمها،واجد نفسي في حين آخر سائحة في عالم الفيس بوك، حتى تخبرني قريبتي من خلال "الدردشة"، بموت قريبتنا الآخرى ، فأسألها عن السبب، فتقول نوبة قلبية، صدقاّ أنّي تفاجئت، أعجز عن إكمال القراءة، تذكرت كل الحزن فوجدته أقل من حزني في تلك اللحظة، ماذا أفعل؟!، سأتوقف عن فعل أي شيء، وأسمع القرآن، فوحده من يستطع تهدئتي، تذكرت الموت، ودعوت لها، 
اللهم وسّع عليها قبرها واشرح صدرها و ثبتها عند السؤال وأعنها على الإجابة..

اللهم بدل سيئاتها حسنات وضاعفها المئات والآلاف..

اللهم اغفر لها وارحمها وعافها واعف عنها وأكرم نزلها ووسع مدخلها واغسلها بالماء والثلج والبرد..

ونقها من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس..
اللهم أبدلها أهلا خيرا من أهلها و دارا خيرا من دارها وأدخلها الجنه وقها عذاب القبر..، اللهم آمين، آمين، آمين.
واليوم ذكرناه لأن كبارنا لن يبقوا أبداً، وعلى حافة الموت، فمنهم من زاره المرض الخبيث، والقسم الآخر، يكاد يعيش ولكن ليس وحده، فتربطه الأجهزة ليبقى، وغيرهم من توفى إما بسبب حالة النوبة القلبية وإما لأسباب أكثر من ذلك بكثير، وحينها نتذكره فقط، ووقت قدوم الفاجعة!

شبابنا، وهذهِ حال معظمهم للأسف، نراهم قد انجرفوا مع مغريات الدنيا، تعلقوا بدنياهم غافلين الموت وحياة القبر التالية، تراهم يتناسون يوم القيامة، وإن ذكرته امامهم إرتعبوا، وقالوا تخيلنا "جهنم" والله أعلم ما قد تخيلوا حقاً!، وهل أثّر تخيلهم هذا عليهم؟!، ماذا صنعوا لأجل ذلك؟ وهل إستمروا في صنعهم للآخرة الباقية، أم عادوا مرة ثانية وإن لم تكن ثالثة للغرق في الدنيا، ومن لا يمت؟! أما قال الله تعالى في القرآن الكريم:  {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وشَهِيدٌ لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ}؟!.


لذا، فلتدم ذكراه فينا، فنرى كل يوم نستيقظ فيه فرصة أخرى قد سنحت لنا لنصنع عملاً أكثر من سابقه للقاء الله عزّ وجل، فقد يكون آخر يوم أو أكثر بقليل، أو أكثر، والله أعلم، ولكننا ندرك بأننا ميتون لا محالة، وقد تفكرنا في ما نفعل، وأقوالنا قد راجعناها، وجلسنا للحظات نحاسب أنفسنا، تزهدنا عن كل شيء، لعلمنا بأن ما عند الله دائم وأكثر، حينها نصبح أصحاب همم عالية في هذهِ الدنيا الزائلة، أوترانا لا يجب أن نفكر بالموت؟!... .