جميل من إمرء أحب أخًا له في الله أن ينصحه إن رأى أو ظنّ أنه قد أخطأ، ولكن الأروع أن يعلم كيف يحاوره ويدعوه لما يظنه الصواب، فلا أن يذكر أخطاءه الأخرى، ولا أن يرفع صوته عليه، ولا أن يكون ذلك علنًا أمام غيره، ولا أن يقصده (المراد بنصحه) في غير وجوده في كلامه مع الآخرين، فقد يودي كلامه هذا لأن يغتابه والله أعلم، 

بل أن يخاطبه بأسلوب حسن وبنية طيبة، فإن وجد أن صاحبه هذا لم يقبل بنصيحته، فليدعُ الله له في ظهر الغيب، لأنه يحبه في الله، 

قال الله تعالى في القرآن الكريم: {وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ}، وقال أيضًا:  { ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ}.

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أراد أن يقدم النصيحة لأحد ينصحه بأن يمدحه قبل ذلك، يثني عليه ثم يقدم له النصيحة بعد ذلك، كمثال على ذلك،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا معاذُ ! واللهِ إني لَأُحبُّك . قال له معاذٌ : بأبي أنت وأمي يارسولَ اللهِ ! وأنا واللهِ أُحبُّكَ. قال : أوصيك يا معاذُ ألا تدعَنَّ دُبُرَ كلَّ صلاةٍ أن تقول : اللهمَّ أَعِنِّي على ذكرِك وشكرِك، وحسنُ عبادتِك).
ولا تنسونا من صالح دعائكم.


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

أراه يطلب منها أن يساعدها في نقل أغراضها، وآخر يتخلى عن مكانه في الباص حتى تجلس فيه إمرأة كبيرة، وبعد أن تجلس لا تنسى أن تقول له شكرًا، وثالثة تزيل كيسًا ملقى في الطريق، وآخر يساعد إمرأة في حمل عربة طفلها، وأخرى تبتسم في وجه عجوز وتقول لها: صباح الخير، وغيرها ترافق كهلا ضريرًا في الطريق، وما حدث معي حديثًا، أنني وبينما أبحث عن مقال في مكتبة الجامعة لإحدى المساقات  أجد مقالا لإبنة صفي، فأجد هذهِ اللحظة من أكثر لحظاتها سعادة، وتزورني سعادتها لأسعد أنا بها، هذهِ مواقف وهنالك أكثر قد تحدث مع أي منّا في هذهِ الدنيا فتلقي بجميل الأثر فينا وإن رحل من صنع الخير معنا، فهلا كنّا أصحاب الخير، نهديه لغيرها، علّهم يكونون أمثالنا،

كنتُ قبيل فترة قمت ببعث رسالة إلى بعض صديقاتي والتي كانت: ((السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، 
إنيّ أحبك في الله أخيّتي 
وأسألُ الله أن يرضَ عنا وأن يوفقنا وإياكِ في الدنيا والآخرة.)

وماذا كانت الإجابات برأيكم؟ 


*أحبك الذي احببتني من أجله يا غالية ولك بالمثل . أسأل الله العلي العظيم ان يجمعنا على حوض رسوله صلى الله عليه وسلم.

**وعليكم السلاام ورحمة الله، وأنا أحبكِ في الله، وأتمنى لو ألقاكِ ثانيةً
رضي الله عنكِ وسدّد خُطاك وأعطاك من خيره وجوده وفضله.

***وعليكمُ اُلسَّلامُ عزيزتي :)) 
أَحبَكِ اُلَّذي أحببتِني من أجلِهِ ،
أحبكِ الله وأعزَّك واكرمك صديقتي :)))) !
أفرحتيني .. وادخلتِ السرور إلَى قلبي ... أسعدكِ الله


وما أبرقت عيناي بالعبرات إلاّ حينما رأيتُ إحدى الأخوات التي بعثت برسالتي لهن تكتب في حسابها الفيس بوك بعد أن صورت رسالتي، (فش احلى من هيك، والله دمعوا عيوني)،

قال الله تعالى في القرآن الكريم: { فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ }، 
قال رسول الله صلى الله عليه سلم: (كل سلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس . قال : تعدل بين الاثنين صدقة. وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه ، صدقة . قال : والكلمة الطيبة صدقة . وكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة وتميط الأذى عن الطريق صدقة)، وأيضًا عليه الصلاة والسلام قال: (ما من رجلين تحابا في الله بظهر الغيب إلا كان أحبهما إلى الله أشدهما حبا لصاحبه)، وكذلك(أفضَلُ الأعمالِ أن تُدخلَ على أخيكَ المؤمنَ سرورا، أو تقضِي عنهُ دينا، أو تطعمه خبزا).

وباركَ الله بصديقتي وأختي في الله آلاء محاميد على تصميمها لي هذهِ الصورة الرائعة، وجزاها خيرًا طيبًا.