جميل من إمرء أحب أخًا له في الله أن ينصحه إن رأى أو ظنّ أنه قد أخطأ، ولكن الأروع أن يعلم كيف يحاوره ويدعوه لما يظنه الصواب، فلا أن يذكر أخطاءه الأخرى، ولا أن يرفع صوته عليه، ولا أن يكون ذلك علنًا أمام غيره، ولا أن يقصده (المراد بنصحه) في غير وجوده في كلامه مع الآخرين، فقد يودي كلامه هذا لأن يغتابه والله أعلم، 

بل أن يخاطبه بأسلوب حسن وبنية طيبة، فإن وجد أن صاحبه هذا لم يقبل بنصيحته، فليدعُ الله له في ظهر الغيب، لأنه يحبه في الله، 

قال الله تعالى في القرآن الكريم: {وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ}، وقال أيضًا:  { ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ}.

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أراد أن يقدم النصيحة لأحد ينصحه بأن يمدحه قبل ذلك، يثني عليه ثم يقدم له النصيحة بعد ذلك، كمثال على ذلك،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا معاذُ ! واللهِ إني لَأُحبُّك . قال له معاذٌ : بأبي أنت وأمي يارسولَ اللهِ ! وأنا واللهِ أُحبُّكَ. قال : أوصيك يا معاذُ ألا تدعَنَّ دُبُرَ كلَّ صلاةٍ أن تقول : اللهمَّ أَعِنِّي على ذكرِك وشكرِك، وحسنُ عبادتِك).
ولا تنسونا من صالح دعائكم.