وأعود في شريط ذكرياتي، وبينما كنتُ أقرأ مادة أتعلمها،واجد نفسي في حين آخر سائحة في عالم الفيس بوك، حتى تخبرني قريبتي من خلال "الدردشة"، بموت قريبتنا الآخرى ، فأسألها عن السبب، فتقول نوبة قلبية، صدقاّ أنّي تفاجئت، أعجز عن إكمال القراءة، تذكرت كل الحزن فوجدته أقل من حزني في تلك اللحظة، ماذا أفعل؟!، سأتوقف عن فعل أي شيء، وأسمع القرآن، فوحده من يستطع تهدئتي، تذكرت الموت، ودعوت لها، 
اللهم وسّع عليها قبرها واشرح صدرها و ثبتها عند السؤال وأعنها على الإجابة..

اللهم بدل سيئاتها حسنات وضاعفها المئات والآلاف..

اللهم اغفر لها وارحمها وعافها واعف عنها وأكرم نزلها ووسع مدخلها واغسلها بالماء والثلج والبرد..

ونقها من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس..
اللهم أبدلها أهلا خيرا من أهلها و دارا خيرا من دارها وأدخلها الجنه وقها عذاب القبر..، اللهم آمين، آمين، آمين.
واليوم ذكرناه لأن كبارنا لن يبقوا أبداً، وعلى حافة الموت، فمنهم من زاره المرض الخبيث، والقسم الآخر، يكاد يعيش ولكن ليس وحده، فتربطه الأجهزة ليبقى، وغيرهم من توفى إما بسبب حالة النوبة القلبية وإما لأسباب أكثر من ذلك بكثير، وحينها نتذكره فقط، ووقت قدوم الفاجعة!

شبابنا، وهذهِ حال معظمهم للأسف، نراهم قد انجرفوا مع مغريات الدنيا، تعلقوا بدنياهم غافلين الموت وحياة القبر التالية، تراهم يتناسون يوم القيامة، وإن ذكرته امامهم إرتعبوا، وقالوا تخيلنا "جهنم" والله أعلم ما قد تخيلوا حقاً!، وهل أثّر تخيلهم هذا عليهم؟!، ماذا صنعوا لأجل ذلك؟ وهل إستمروا في صنعهم للآخرة الباقية، أم عادوا مرة ثانية وإن لم تكن ثالثة للغرق في الدنيا، ومن لا يمت؟! أما قال الله تعالى في القرآن الكريم:  {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وشَهِيدٌ لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ}؟!.


لذا، فلتدم ذكراه فينا، فنرى كل يوم نستيقظ فيه فرصة أخرى قد سنحت لنا لنصنع عملاً أكثر من سابقه للقاء الله عزّ وجل، فقد يكون آخر يوم أو أكثر بقليل، أو أكثر، والله أعلم، ولكننا ندرك بأننا ميتون لا محالة، وقد تفكرنا في ما نفعل، وأقوالنا قد راجعناها، وجلسنا للحظات نحاسب أنفسنا، تزهدنا عن كل شيء، لعلمنا بأن ما عند الله دائم وأكثر، حينها نصبح أصحاب همم عالية في هذهِ الدنيا الزائلة، أوترانا لا يجب أن نفكر بالموت؟!... .

2 التعليقات:

قتيبه عمري يقول...

اللهـم اجعل حبـك أحب الأشيـــاء إليّنا ، واجعل خشيتك أخوف الأشيـــــاء عندنا
واقطع عنا حاجات الدنيــا بالشوق إلي لقائك ...
أميـــــــــــــــــــن

جزاك الله خيير
يسر الله لك امرك ووفقك لما يحبه و يرضاه ....جزاك الله الفردوس الاعلى بلا حساب و لا سابقة عذاب اللهم اميين

غير معرف يقول...

اللهـم اجعل حبـك أحب الأشيـــاء إليّنا ، واجعل خشيتك أخوف الأشيـــــاء عندنا
واقطع عنا حاجات الدنيــا بالشوق إلي لقائك ...
أميـــــــــــــــــــن

إرسال تعليق

(من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليقل خيراً أو ليصمت)