سلامُ الله عليكم جميعًا ورحمته وبركاته،  
لابد لي أن أقول أنني كنتُ حائرة في بداية الأمر أن أنشر هذا المقال هنا في المدونة، ولكني أحسبه قد يفيدنا جميعًا، والله أعلم، وباركَ الله فيكم، ويجدر بالذكر أيضًا أنه كتب قبل نصف سنة، وقد يستغرق عشر دقائق لقرائتهِ.

حينما الفتاة..، تحب.
"
كانا يحبان بعضهما كثيرًا، وإستمر حبهما مدة الستِ سنين، حاول خطبتها، ولكنَ أهلها رفضوه، لأسباب كثيرة، وهي كانت تحبه وهو كذلك حقًا، حتى جاء ذلك اليوم، ماذا حصل يا ترى؟ أين تلك الفتاة وأين ذلك الشاب ذهبا؟ أين؟ لقد ذهبا إلى المحكمة بعلم أهلِ الشاب ليكتبوا كتابهما، وليصبحان زوج وزوجة رغم كل ما لا يزال يواجهما، ولكن لم يكتمل هذا الحدث، فقد تعرضا لحادث طرق أودى بحياتهما، رحمة الله ومغفرته عليهما"
هذهِ قصة حقيقية قد حدثت روتها لي صديقتي التي هي صديقتها، وسأبدأ الآن بعرض سؤال الإستفتاء أولا ثم نتائجه، وأسفي كان حينما لم أجد إجابة من كل الشخصيات التي أحببت مشاركتها، رغم حصولي على إجابات متنوعة (من عزباء، مخطوبة ومتزوجة، ملتزمة وغير ملتزمة) وسعادتي أنني جعلتها تقرأهُ أقل ما في ذلك، وربما قد فكرت بالإجابة في نفسها، ربما..
السؤال كان: (أختي حابة أسمع رأيك بخصوص الشعور بالحب عند البنات، وإلى أي طرق ممكن يؤدي إليها، وهل يؤثر على الزواج وقرار الفتاة بالزواج أو هل يؤدي إلى الزواج حتى؟ وشو برأيك الحل الأمثل لإله، ليس لأنه مشكلة، ولكن إجابة لسؤال ماذا يكون بعد الحب؟ ويسعدني جدًا مشاركتك في هذا الإستفتاء، وأضمنُ لكِ أنني لو أردتُ إقتباس كلمات من جوابك لن يظهر إسمك، وتسرنّي جدًا مشاركتك معي في هذا الموضوع، وباركَ الله فيكِ أخيّتي).
الجميل أن معظم الأخوات\ البنات كنّ قد إعترفن بوجوده رغم إختلاف تعريفه نسبة لكل واحدة، ولكن كانت هنالك ثلاث بنات قلنّ بجدية "بآمنش بالحب" وأنه غير موجود. ورغم عدم تطرقي لأسباب وجودهِ إلاّ أنه كان هنالك قسم من البنات قد أجبنّ على ذلك، ويمكنني تقسيم الإجابة إلى عاملين، أولهما: أن الحب شعور لا إرادي، موجود في الفطرة، وثانيهما أنه نتيجة لفقدان الحنان والعطف من الأهل، سواء كان ذلك من "الأب والأم" أو "الأخوة".

}
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}

الحب، بعض تعريفاته، وأنواعه،
إنّ تعريف الحب بين البنات مختلف كثيرًا لذا سأحاول أن أعرض عدة جوانب قليلة من إجاباتهن. الحُب ليسَ فقط كلمآت، وهمسات وغزَل، الحب أحترام , تفهّم , عَطاء , تنآزُل ,أخلاص , ثقة , وسعادة. أما الجانب الآخر فيرى في الحب مظاهره الخارجية كالمال، والبيت، وهناك جانب يرى الحب في الفكر والوعي لدى الشاب. أما أنواعهِ، فمعظمنا، نحن البنات يدرجها إما في الإعجاب وخاصة حينما يكون من طرف واحد (أقصد هنا طرف الفتاة وهو لحظي)، وإما حب في جيل المراهقة، وقد يكون عابرًا، والحب الصادق أكثر، ذلك الذي يكون بعد جيل المراهقة، حينما تكون الفتاة قد أصبحت عاقلة، والجميل في معظم الأحيان أن الفتاة إن أحبت، أخلصت، ولكنه بات مبكي في زماننا هذا!...

للحب مفهوم خاطئ وفساد قد حصل في المجتمع، ولهذهِ الجملة قصة سأختم بها مقالي..

الحب والزواج، طريق أم طريقان؟؟
كانت معظم إجابات الأخوات أن الحب قد يؤدي أو قد لا يؤدي إلى الزواج، ولكن أغلبيتهن قلنّ بأنه إن أدى إلى الزواج فهذا قد يؤدي إلى حياة تعيسة أكثر مع من أحبت لربما لصفات كانت تجهلها فيه ولحصول خلافات بينها وبين عشيقها سابقًا، وزوجها الآن الذي يعيش معها في بيت واحد، وقد لا يمكنها مواجهة ذلك، فالأهل يجيبوها بأنها قد أصرّت أن تتزوجه، وليس لها شأن سوى أن تسكت وأن ترضى بسلوكه معها، وأحيانًا حتى ضربهِ لها!، ولكي لا أظلم طرفًا هنا ولقلة سالكيه، قد يؤدي الحب إلى زواج جميل وكما قالتها صديقتي "إلا من رحم ربي".
الأسوء أن تحب الفتاة، ويتخلى عنها حبيبها -فقد قالت لي فتاة واحدة بأن إعترافها له بحبها سيجعله يفكر أن يتسلى بها فقط وأنها لا تصلح لأن تكون زوجة له- أو أن تسمع بأنه قد خطب غيرها، لأن وقتها ستبكي حبها وسيتألم قلبها كثيرًا، فهي بطبعها رقيقة المشاعر، أحبت، وكما ذكرتُ سابقًا، أخلصت في حبها ولو كان من طرف واحد، وستشعر لو أن الحب تجربة فاشلة أخرى. أو أن تحب الفتاة ويأتي لخطبتها إنسان آخر وقد تتجوزه، فحينها لن تهنأ بالعيش معه، لأنها ستقارنه بحبيبها الذي ما رأت فيه إلاّ ما أحبت هي، ولن تشعر بالقناعة ولا بالسعادة. وما قد فاجئني هو إجابة فتاة أو اثنتين فقط بأنه إن كانت الفتاة تحب وجاء إنسان مناسب يطلب يدها فحينها ستتخلى عن حبها، لأن وفق كلام تلك الفتاة وعيها وغريزة الأم تطغى على كل شيء. وهنالك من قالت بأن الحب هو الذي يأتي بعد إتخاذ الفتاة قرار الزواج بعقلانية.
والآن وصلنا إلى الحلول وكانت المشكلة هنا بأن قسم من البنات لم تتطرق إلى ذلك في إجابتها ولكن لا بأس! سنعرض بعضها، إن ديننا قد منع أن تكون هذهِ المشاعر مفضوحة أي أن على الفتاة عدم البوح بهِ، وعليها أن تغض بصرها، وأن تدرك مراقبة الله لها في السر والعلانية، وأن تنتظر نصيبها، وأن يكونا والداها الأقرب إليها وكما قالت إحدى البنات أن يمتلكوا جزءًا كبيرًا في قلبها، وإن فعلت، أحبت وإعترفت بحبها وتكلمت معه في الخفاء أن تتوب من معصيتها هذهِ، وتشغل نفسها بالطاعة. هنالك من قالت أن الحل الأمثل هو الإرتباط في سن مبكر، أن لا تتأخر في الزواج لأن الفتن الكثيرة وإن كانت محافظة ، فهنالك وسواس الشيطان، فمن البنات من توافق ذلك ومنها من تعارض، ولكي أوضح الصورة أكثر، إن الإرتباط في سن مبكر لا يوجب الفتاة أن تتوقف عن تعليمها، بل يمكنها ذلك حقًا إن إستطاعت أن توافق بين الأمرين، وهنالك من فعلت ذلك، وهنالك من نجحت في التوفيق بين الأمرين. وأذكر أن فتاتين قد ذكرنّ في إجابتهنّ الشخص الصحيح والوقت الصحيح، وهذا يختلف بيننا كلنا، نحن الإناث، أما الإجابة الأجمل كانت " اذا كانت فتاة أعجبت بشاب وتتمناه زوجا فإليها بالدعاء والتوكل ودائما تكثر من دعاء "اللهم اختر ما هو خير" فقد يكون الشاب عكس ذلك، والله يختار لها الأنفع لها في دنياها وآخرتها إن توكلت عليه"، والحل الأمثل هو كما قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أتاكم من تَرضَون دِينَه وخُلُقَه فأنكِحوه إن لا تفعلُوه تكن فتنةٌ في الأرضِ وفسادٌ كبيرٌ . قالوا : يا رسولَ اللهِ وإن كان فيه؟ قال : إذا جاءكُم مَن تَرضَون دينَه وخُلُقَه فأنكِحوهُ)

وأختتم مقالي هذا بقصة إحدى المتشاركات مع خطيبها، تقول: (بعد اول كلمه حب بيننا... في اليوم التالي اخبرته لن اكمل... الا اذا كان الامر في علم الاهل وفي النور .. اتعلمين اول كلمه قالها لي ما زال وقعها واثرها بي حتى الان هي اننا سنطلب الرضا من الله قبل الاهل وقبل كل شيئ.. وانا كنت مقتنعه عندما نرضي الله وانه عندما يرضى عنا سنكون سعداء... من يومها وكل يوم ابات على فرح... سبحان الله... العلاقات التي تبدا بهذه الجمله ... علاقات كتب الله لها الخير باذنه... امر اخر في الحب والعلاقات هو ان نتقي الله... انا بالنسبه لي اختي اربط الحب بالدين كثيرا... هذا هو تفكيري.. احبه في الله هو يتقي الله بي وهكذا)، وتكمل قائلة: (بالنسبه لي قبل ان ااتعرف على خطيبي كنت اطلب من الله ان يكون شخص تكون له مواصفات معينه ولكن الحب لم يكن ضروره لكثره ما اراه في المجتمع من فساد ومفهوم خاطئ للحب.. ومعنى الحب الذي تغير كثيرا وتلوث. ولكن اتعلمين الان... اندم كثيرا على قولي ذلك.. ببساطه لاني تذوقت طعم الحب الصادق ورزقني الله بهذا الحب الحلال الذي سيبقى نظيفا وطاهرا باذنه تعالى الامر الذي اود اخبارك به ان الزواج مع حب شيئ جميل جدا من جميع النواحي....ابسط مثال الحياه الزوجيه ستهون بوجود الحب كل العقباات ستهون... سيرضيني كل شي واي ظروف واي وضع لانني بساطه ساكون امراه تحب.. وان تعلمين حق المعرفه انه عندما تحب المراه فستعطي... وتعطي الكثيرا).
وأخيرًا أود أن أقول أنني لا ولن أعمم، وربما قد تكون هنالك بنات يتسلينّ! ولم أجد إجابات لهن هنا، ولكن أود أن أشكر كل الأخوات اللآتي شاركنّ في هذا الإستفتاء، وأن يغفر لي إن أخطأت، وإن أصبت فذلك منه وحده، والله وليّ التوفيق.

3 التعليقات:

غير معرف يقول...

بارك الله فيك والى الامام :)

غير معرف يقول...

بارك الله فيكي اخيتي :)
اخترتي موضوع مهم للفتيات فعسى الله ان يجعله في ميزان حسناتك :)
اما بالنسبة لي فاقول الحب كالنبتة يحتاج الى النور كي يكتمل فالحب الذي يكون في الظلام لا يدوم وان دام لن يكون فيه بركة وخير ^^

غير معرف يقول...

جزاكي الله خيرََا ما ارى بكلماتك الّا خبرة ووعيا في غضون هذا الحياة المليئة بالتخبطات والتّوترات قبل الاقبال على الزواج ...أما الحب فهو رزق من الله مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:”انّما رزقتُ حبّها” فلا يخفى علينا انّنا أحيانََا ممكن ان نقع في شراك الحب او اعجاب خفي الطرف لأحدهم بسبب تفشّي الاختلاط الماجن في الاماكن العامة او في الجامعات ،فإمّا ان نتدارك هذا الخطر وندعو الله ان يربط على قلوبنا ويثبّتنا ولا يعلّقنا الا بمن سيكمل معنا دربنا او سنقع ونوهن ونعيش في حسرة ولوعة .اسال الله ان يوفقنا ويرضى عنا ويرزقنا حبا فيه ومن اجله كي ينبت ويثمر :)

إرسال تعليق

(من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليقل خيراً أو ليصمت)