فتقول :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هنا سأدّون ما يفيض به إحساسي فلم أعد احتمل الكتمان

فالكلمات تناثرت , ولم يستطع قلمي أسرها..

هي بعض الهمسات , وددت قولها لا أكثر.

نعم إنها قصة تـلك الفتاة مع الحجاب فاستمعوا إليها ولن تأخذ من وقتكم سوى القليل , واترك تعليقا ً إن وجدتها تستحقه..

لقد وُِلدت هــي في عائلة ,أفرادها يصلون, يصومون, لكنهن كالكثيرين غير متفقهين بأمور الدين ,

, هم غير متعلمين ولا حتى مثقفين,كانوا أناساً جدَّ عاديين.

نعم علموها أن الاسلام دينها والله ربها ومحمد نبيها, لكن لم تشعر أبدا أن ذلك مغروس في قلبها.

علموها أنه يجب عليها أن تحب الله , لكن لم يأمروها بالصلاة له!!

علموها أن لباسها يجب أن يكون محتشما لكن لم يحثوها على ارتداء الحجاب !!

تعيش في حيٍ أغلبه من النصارى , والمسلمون فيه لا يفقهون في الدين شيئاً.


هـي لا تنكر ان والدَيّها قد أدوا فرائض الحجّ , لكن وبصراحة لم تشعر أن ذلك أثرّ على حياتهم الدينية , فما زالت الكثير
من الامور الدينية غائبة عنهم.

ربما لأن والدها كبير في السن , وأمها غير متعلمة .. وربما لأنهم هكذا اعتادوا ..أو


ربما قلة الوعي هي السبب في ذلك.

رغم كل ذلك فهم أبناء صالحون , وفي المدرسة متفوقون وكل الحي يشهد بذلك البعيدون والقريبون.

عندما بلغت تلك الفتاة العاشرة من عمرها قررت أن تبدأ في الصلاة , وكانت أول من صلى من إخوانها الثلاثة رغم وجود اثنين

منهم أكبر منها سنا ً.

لقد كان القرار من تلقاء نفسها ...
كأي فتاة تصوم وتصلي فقط لا غير..

عندما انهت المرحلة الإبتدائية انتقلتْ للتعليم في مدرسة أهلية نصرانية , فقد كانت قريبة من بيتيها.

وحينها تفاجئَت بعاداتهم .


كانوا يسكبون في آذانها تراتيلهم كل صباح ..


ويعرضون صلبانهم وأصنامهم في كل زاوية من المدرسة .

لم يكن هناك من حصص لديننا الحنيف

فبعد دراسة ست سنوات في مدرسة نصرانية خَرَجت حافظة جميع "تراتيلهم " رغماً عنها , .


فكما تعلمون المدارس الأهلية النصرانية تمنع الحجاب...


وبعد تخرجها بشهر وفي إحدى الليالي , وقبل حلول شهر رمضان باسبوع توفي خالها العزيز .

كانت تلك اول مرة تشاهد فيها ميتا..

إنه منظر تقشعر له الأبدان

بكاء الأبناء وعويل النساء وصراخ الأطفال

فقد مات فجاة دون سابق إنذار ولم يكن مريضاً بأي مرض...

لقد كان لتلك الحادثة أثر في قلبها.

وبعد اسبوع من الوفاة قررتْ لبس الحجاب وتم ذلك في أيام مباركة من شهر رمضان المبارك.

استغرب بعض افراد عائلتها هذا القرار ولكن طبعا لم يعارضوه ..


وبدلا من سماع كلمة مبروك من صديقاتها سمعت كلمات مثل


" عنجد بتحكي بدك تتحجبي!!!! ؟ "

"!!بس مش تشلحيه بعدين "
" أمتأكدة من قرارك؟ "...أهذا تشجيع أم ماذا ؟

ومرت الأيام , وكل يوم يمر تحاولأن تتعلم
شيئا َ جديدا عن ديننا الإسلامي

كان شعورا جميلا جدا ً

فقد تغيرتْ حقا تغيرتْ.
.
.


كانت محجبة ولكنـــ!!


لم تكن ألبس الجلباب ....

كانت دائما أشعر وكأنما ما زال ينقصني شيئ

وكأنه حجاب بلا حجاب...

وكأنها سعادة ناقصة..

وكأنها فرحة تتلاشى يوما بعد يوم...

كانت تبحث عن شيء يشعل قلبها بالإيمان وينير دربها مرة أخرى...


لكن أين ذلك الشيء ؟!!!


بعد ثمانية أشهر مرض والدها بمرض خبيث , لم يمهله كثيراً

ترة مرضه تغيرت أشياء كثيرة في البيت . لم يملكوا شيئاً سوى الدعاء له بالمغفرة وحسن الختام.

ذلك الشهر زار ملاك الموت بيتهم .


كانت صدمة ..


كل الكلمات لن تكفي كي تعبر عن هول ذلك اليوم..


لقد توفي أمام أعينهم,فعجز الطبيب و يأس الحبيب وتخلّى القريب ...


مرّ شهر والبيت ما زال في سكينه , كلهم ينهضون لصلاة الفجر


كلهم محافظون على الصدقات , كلهم يقرأون القرآن,الكل تغير ,نعم كل افراد البيت.


كان لوفاة والدها تأثير كبير في تغيير حياتها..

وفي ليلة مباركة من ليالي رمضان قررتْ ارتداء الجلباب

كان ذلك بعد ان شجعتها بعض صديقاتها الملتزمات.


ولكن الناســــ


نعم الناس
قالوا لها إنه يبديكـ ِ أكبر سناً..



قالوا لها إنه يخفي جمالك..



قالوا إنه يعيق حركتك...



قالوا إنه سيفقدك عملك في المستقبل...



قالوا إنك سوف تُجابَهين بالتمييز والعنصرية بسببه..



قالوا إنك لن تتزوجي....


ومزيج من تلك الكلمات المحبطة المدمرة تسمعها كل يوم !!!


ماذا تقول لكم ففي القلب اهات و أنات وصيحات لكن من يسمعها من ؟!!؟؟

هي تعلم أن لطرق الحق قطّاع كثيرون يحاولون بشتى الطرق تثبيط همتنا وعزيمتنا


لكنــ

احيانا

تشعر أن الدنيا قد ضاقت بها على وسعها


فلم يعد قلبها الصغير يحتمل ذلك كل يوم


ولم تعد تطيق سماع كلامهم الجارح



فــيا ربـــ


إليك صرختها


تشكو إليك ضعف قوتها


يا رب تشكو إليك همها وحالها


ولا تشكو همها لغيرك ففيه مذلتها


يـــــا رب


أعنّها على طاعتك


أعنّها كي تصبر على كلامهم


يـــا رب


يا مثبت القلوب ثبت قليها على دينك


ويا مقلب القلوب ثبت قليها على دينك


رغــم كلامهم ها أنا تطيع ربي والرسول والتزمت بالزي الشرعي الإسلامي .

كل شيء قالوه لا يساوي لحظة واحدة تعيشها في طاعة ربها.


حقا ما أجمل العودة الى الله...

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

7 التعليقات:

إسلام أطرش يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا كثيرا ,, قصة معبرة ونسأل الله أن يثبتنا ويثبتك ويثبتها على الحق إنه ولي ذلك والقادر عليه

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوك : ابو اسحاق الاطرشي

غير معرف يقول...

الرجاء تغميق الخلفية اكثر لتسهيل القراءة

آيات أطرش يقول...

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...

وفيكَ أخي أبا اسحاق باركَ اللهُ تعالى ... اللهم آمين ..

وسأحاول أن أغمق لون الخط الذي أكتب فيه حتى أسهل القراءة قدر استطاعتي بإذن الله ... .

ابو عبيدة يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا كثيرا ,, قصة معبرة ونسأل الله أن يثبتنا ويثبتك ويثبتها على الحق إنه ولي ذلك والقادر عليه

والله ولي التوفيق

saafi sarra يقول...

السلام عليكم و رحمة اله و بركاته
اللهم صلي و سلم على سيدنا محمد و على آله و صحبه اجمعين و بعد
بالله ما عسايا أكتب و قد باتت الكلمات تهرب مني و لم تعد أصابعي تحتمل الضغط على الأزرار و قد وجدت دموعي سبيلها على خدي
لو كانت هذه الفتاة فتاتا أخرى لربما اعتنقت النصرانية عندما التحقت بمدرسة نصرانية
لو لم يرد بها الله خيرا لما رعاها
صلت من تلقاء نفسها مع انها لم تعرف للصلاة معنى و شباب الاسلام يدعى اليها كل يوم و لا يجيب
لبست الحجاب من تلقاء نفسها و ثبتت رغم كل من حاول اخماد عزيمتها ببعض الكلمات التي خرجت من أفواه جاهلة بالله و قدرته و اذا أمرت فتاة الاسلام بذلك لقالت الدنيا حر فمالك بالآخرة و لم تقف عند ذلك بل وفقها الله للبس الجلباب لباس الطهر و العفاف و الحشمة و لوقيل لفتاة ذلك لقالت انا مستورة كده و ثيابها تكاد تشق على جسدها و لربما من اكثر ما أثر في نفسي بعد ما عانته من الدنيا و لها الجزاء في الآخرة موت خالها و انها لأول مرة ترى جثة أمامها لأن نفس الموقف عشته في وفاة خالي العزيز
آسفة لربما أعدت سرد أحداث القصة و لكن لم أستطع ردع نفسي عن الكتابة بعدما فاض القلب بالمشاعر في غفلة مني فمن لم يحن قلبه لها و يدعو لها بالخير و البركة فان قلبه جماد فاللهم ثبتنا و ثبتها

ssssaafi يقول...

اللهم ثبتنا و ثبتها

آيات أطرش يقول...

السلام عليكم ورحمة اللهِ وبركاتهِ ...
باركَ اللهُ فيكم على المشاركه هنا في هذا الموضوع القييم ..
صدقا أختي ساره .. عندما سمعت قصتها حزنت كثيرا على حالي السابقه قبل أن أرتدي الجلباب وقد ساعدتني هذه الفتاه بحق على فهم وإدراك معنى لباسي ومعنى انتمائي للدين وكيف أدعو لهُ ووبتتُ أفتقدها كثيرا لأني وهي لم نتحادث منذ وقت طويل ... ولكني أحمد الله كثيرا على إلتقائي بها .. فأمثالها قلائل في هذهِ الدنيا وأسألُ اللهَ مقلب القلوب أن يثبتنا على دينه وأحمده كثيرا على نعمة الإسلام والهدايه ووفقنا لما يحبُ ويرضى ..

ودمتم جميعكم بحفظ المولى ... .

إرسال تعليق

(من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليقل خيراً أو ليصمت)